فارس العرب محمد عبد الكريم الخطابى

حرص أبوه على تنشئته نشأة إسلامية صحيحة؛ فبدأ بتعليمه كتاب الله عز وجل حتى أتم حفظه ودرس قواعد الإسلام وتلقى دروسه الابتدائية والثانوية في مليلة، ثم التحق بجامعة القرويين –أقدم جامعة في العالم- بفاس، ثم تخرج مدرسًا بمليلة، وعمل محررًا في بعض الصحف اليومية ثم عيِّن قاضيًا بعد ذلك، ثم قاد شعبه للجهاد ضد الاحتلال الصليبي في المغرب العربي

.لم يرق للمجاهد محمد عبد الكريم الخطابي الذي نشأ على العزة والكرامة أن يري بلاده ترسخ في قيد الاحتلال بدون مقاومة، فقاد شعبه من أجل تحرير بلاده وقامت معارك كتب له فيها النصر، وكان رحمه الله شعلة من النشاط في سبيل إخراج المحتل من بلاده، ودافع عن الخلافة العثماني وقدم للمحاكمة أمام مجلس عسكري من أجل دفاعه عن الدولة العثماني

وبعد خُروجه من السجن عدة مرات، بدأ بمحاربة الأسبان، وخاض الأمير محمد عبد الكريم بجيشه معارك كثيرة منها معركة أنوال، وقد ألحق بالجيش الفرنسي والأسبان خسائر كثير
ة

قضى الأمير محمد عبد الكريم الخطابي عشر سنوات في السر ثم أعلنت فرنسا إطلاق سراحه بشرط أن يعيش هو وأهله في فرنسا وما إن رست السفينة

التي تقلهم إلى ميناء بورسعيد في مصر حتى طلب اللجوء السياسي في مصر وعاش في مصر إلى أن لقي ربه عام 1963م، نحسبه شهيدًا وإن مات على فراشه ولا نزكيه على الله